قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بترشيح برايان كوينتنز، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس السياسات العالمية في شركة "a16z"، لرئاسة لجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC)، مما يشير إلى أن صناعة البلوك تشين في وضع جيد لتحقيق أهدافها في واشنطن.

سيواجه كوينتنز جلسة استماع في مجلس الشيوخ ويخضع للتصويت للموافقة على تعيينه. وفي حال تم اختياره، سيحل محل روستين بنهام كرئيس للجنة.

يتمتع المدير التنفيذي لصندوق الاستثمار بخبرة سابقة مع لجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC)، حيث شغل منصب مفوض جمهوري من أغسطس 2017 إلى سبتمبر 2021.

سيجلب كوينتنز منظورًا مؤيدًا بشكل واضح للعملات الرقمية. وفي منشور على منصة "X" بعد الإعلان عن ترشيحه، قال كوينتنز: "إن الوكالة في وضع جيد لضمان أن تقود الولايات المتحدة العالم في تكنولوجيا البلوك تشين والابتكار."

انتقال كوينتنز من CFTC إلى كالشي:

تحت قيادة كوينتنز، ومع خبرته في ما يطلق عليه البعض "الباب الدوار" بين العملات الرقمية والحكومة، يبدو أن صناعة البلوك تشين تحتل مكانة بارزة.

يشير مصطلح "الباب الدوار" إلى ميل المسؤولين الفيدراليين السابقين إلى الانتقال مباشرة إلى مناصب كمسؤولين علاقات عامة أو مستشارين أو استراتيجيين، "تمامًا كما يجذب الباب أفرادًا من القطاع الخاص إلى وظائف حكومية"، وفقًا لموقع "Open Secrets".

هذا الانتقال للتأثير من الصناعة إلى الحكومة والعكس ليس محصورًا في صناعة العملات الرقمية فقط، ولكن لوبي البلوك تشين أصبح تحت مراقبة دقيقة في السنوات الأخيرة من قبل الجهات الرقابية التي تتابع هذه الظاهرة.

كوينتنز، الذي تجاوزت خبرته المجالين العام والخاص، مر بالفعل عبر هذا الباب الدوار. بدأ حياته السياسية كمستشار سياسي تحت إشراف عضو الكونغرس ديبورا برايس. ثم انتقل إلى مجال التمويل كمدير تحليل استثماري في شركة "Hill-Townsend Capital" ومدير رئيسي في شركة "Saeculum Capital Management".

في عام 2016، رشحه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كمفوض في لجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC)، وتم تأكيد تعيينه في عام 2017 تحت إدارة ترامب الأولى.

كوينتنز والابتكار التكنولوجي:

كوينتنز، الذي ترأس لجنة التكنولوجيا في الوكالة، قدم عروضًا حول التمويل اللامركزي، وعملة البيتكوين في الأسواق الفورية، ومواضيع أخرى متعلقة بالعملات الرقمية، وفقًا لمجلة "The Economist". وقال للمنشور: "لقد اكتسبت سمعة كمدافع عن الابتكار".

وفقًا لتيمي إيواييمي، مدير الأبحاث في مشروع "Revolving Door"، فإن كوينتنز سيدفع أيضًا من أجل موافقة لجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC) على طلب "كالشي" كأول بورصة لتداول عقود الأحداث.

"كالشي"، التي تسمح للمستثمرين بالمراهنة على نتائج الأحداث الواقعية مثل الانتخابات، تعرضت لانتقادات واسعة من قبل البعض باعتبارها بوابة للفساد والتأثير غير المبرر. بينما يرى المؤيدون أنها وسيلة لاكتشاف "السعر" دون رقابة — وهي طريقة للتنبؤ بالنتائج ومعرفة الرأي العام دون قيود.

استقال كوينتنز من لجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC) في أغسطس 2021. وفي نوفمبر، انضم إلى مجلس إدارة "كالشي"، قائلاً لـ"بلومبرج": "هذه آلية تسعير قائمة على السوق الحر تعمل كضمان ضد المعلومات المضللة والرقابة السياسية على الآراء غير الشعبية".

كما انضم إلى شركة رأس المال الاستثماري الصديقة للعملات الرقمية "a16z"، أولاً كشريك استشاري، ثم كرئيس لسياسة العملات الرقمية في ديسمبر 2022.

في ذلك الوقت، كتبت كاتي هون، الشريك العام في الشركة، أن "تنظيم العملات الرقمية أصبح في صدارة النقاش الوطني" وأن "المخاوف التنظيمية أصبحت في بؤرة الاهتمام".

وقالت هون إن خبرة كوينتنز الحكومية وفهمه "لكيفية عمل تكنولوجيا العملات الرقمية وكيف تفكر لجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC) في هذه القضية" سيساعدان في وضع "نظام دعم عندما يتعلق الأمر بالسياسات والمسائل التنظيمية".

صناعة العملات الرقمية و"الاستيلاء التنظيمي":

شهدت الانتخابات الفيدرالية الأمريكية لعام 2024 دعمًا غير مسبوق من مجموعات صناعة العملات الرقمية، التي أنفقت مجتمعة ما يقرب من ربع مليار دولار على جهود الضغط. ونتيجة لذلك، تحظى الصناعة بدعم غير مسبوق بين المشرعين الأمريكيين والمرشحين للمناصب الرئيسية الذين يتم اختيارهم من قبل "الرئيس المؤيد للعملات الرقمية"، دونالد ترامب.

مع تعيين كوينتنز كرئيس للجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC)، بدأ البعض في الصناعة بالاحتفاء بالفوز. حيث نشر برايان أرمسترونج، الرئيس التنفيذي لشركة "كوينبيز"، على منصة "X" كما لو أن الترشيح كان أمرًا مفروغًا منه.

من ناحية أخرى، يدعي آخرون، مثل الرئيس التنفيذي للرابطة الوطنية لرأس المال الاستثماري بوبي فرانكلين، أن كوينتنز سيقدم إطارًا تنظيميًا تشتد الحاجة إليه: "نحن في لحظة محورية لتقنيات البلوك تشين الناشئة — رواد الأعمال وشركات رأس المال الاستثماري على حد سواء يتطلعون إلى إطار موثوق يضع قواعد واضحة".

مع هذه الترشيحات الحرجة والإطار القانوني للعملات الرقمية قيد الإعداد، يتطلع أرمسترونج إلى زيادة الاستثمار في العملات الرقمية.

قال أرمسترونج في جلسة نقاشية في دافوس في 21 يناير: "لا يمكن إنكار تأثير ترامب. أن يعلن زعيم أكبر دولة من حيث الناتج المحلي الإجمالي بشكل لا لبس فيه أنه يريد أن يكون أول رئيس مؤيد للعملات الرقمية [...] هذا أمر غير مسبوق".

ولكن بينما تحتفل صناعة العملات الرقمية بانتصار آخر، ليس الجميع مقتنعين بأن هذه الجهود والباب الدوار الذي يدعمها هي لصالح الصالح العام.

في نفس الجلسة في دافوس، ادعى ليزيتجا كجانياغو، محافظ بنك جنوب إفريقيا الاحتياطي، أن صناعة العملات الرقمية تحاول "الاستيلاء التنظيمي" — أي توظيف الحكومة لخدمة المصالح التجارية والأيديولوجية لصناعة واحدة.

وقال كجانياغو: "ما نحتاج إليه هو مجتمع يضع إطارًا للنقاش حول كيفية تطور السياسات بحيث تكون اللوائح واضحة للجميع عبر الصناعات. إذا تم وضع اللوائح من خلال قوة المال، فإننا نواجه مشكلة".

رد أرمسترونج بأنه لا ينبغي التقليل من أهمية الناخب المؤيد للعملات الرقمية والجهود داخل الكونغرس. وقال: "بدلاً من الاستيلاء التنظيمي، إنه مجرد تشريع ثنائي الحزبية. [...] الناخب المؤيد للعملات الرقمية حقيقي. هذه هي الديمقراطية تعمل".

سيعلن أعضاء مجلس الشيوخ الذين يمثلون هؤلاء الناخبين عن إرادتهم بشأن ما إذا كان كوينتنز سيقود لجنة تداول العقود الآجلة للسلع (CFTC) عندما يواجه لجنة الزراعة في مجلس الشيوخ في الأسابيع المقبلة.